أسباب و عوامل تشكيل ملامح و خصائص شخصية المرأة الأوروبية المعاصرة
البنت الجميلة ذات الشعر الأشقر و العينين الخضراوين و البشرة ناصعة البياض و الساقين الطويلين الرشيقين، ذات الصوت المنخفض و الحيوية و النشاط و الاعتماد على النفس، و الرائحة النفاذة و الجمال الأخاذ حتى بدون زِيـنة، إنها البنت التي يبدأ الشباب العربي بالتفكير بالاقتران بها فور رؤيتهم لها إذا ما زاروا بلاد الغرب أو رأوها متسلخة على شواطئ بلاد العرب، فالبعض يفكر بها كزوجة و الآخر يفكر بها كنزوة، و في الحالتين و بسبب جهله الشديد بأمور الدين و الدنيا فهو محق فهن جميلات، و شكلهن يدل على أنهن بصحة جيدة و حين يذهبن للسياحة تعرف أن عندهن بعض الحرية المالية تجعلهن يعرضن مفاتنهن مجانا حتى في بلاد كان المفترض فيها أن ترعى ً حقوق الله، و لكن هل هذا الكلام هو الحقيقة أم الخيال.
نحن كعرب بطبيعة الحال نعرف الشاب العربي سواء كان من المغرب أم البحرين و من عَمان أم عُمان، فالاختلاف لصغر حجمه لن يُؤخذ بعين الاعتبار في هذا المقال.
و لكننا كعرب لا نعرف شيئاً عن هذه البنت الجميلة التي أعطاها الحاكم عندهم و عندنا حرية الجلوس عارية أو تكاد تحت أشعة الشمس، فمن هي يا ترى.
يجب على من يريد أن يفهم التطور الاجتماعي الذي حدث للبنت الأوروبية، أن يفهم ثلاث أهم عوامل أثرت على هذا التغير و هي
أولاً النصر في الحرب العالمية الأولى و خروج المرأة لسد مكان الرجل في العمل بعد الحربين
ثانياً ما يعرف بالثورة الجنسية
ثالثاً الديموقراطية، و انعدام تأثير الكنيسة إلى حد انتهاء الدين تماماً
المرأة في أوروبا كلها تقريباً لم يكن مسموحاً لها بتعرية أي أجزاء من جسمها عند الذهاب للبحر، و لكن بعد نشوة انتصار الحرب العالمية الأولى سمح للنساء و لأول مرة بتعرية أجزاء بسيطة من أجسامهن، و ذلك فرحة بالانتصار، و لا شك أن ذلك السلوك كان موازياً للتغيرات التي كانت تجتاح العالم و ذلك بالانتقال التدريجي للزعامة من أوروبا و بريطانيا بالذات إلى الولايات الأمريكية المتحدة و الذي توج بالنصر على ألمانيا و اليابان في عام 45 ، و الفترة بين الحرب الأولى و الحرب الثانية كانت المرأة تأخذ ما يسميه البعض حرية أكثر سنة عن سنة، و الذي ساعد على ذلك موت أعداد هائلة من الرجال، و تفشي الزنا و لكن كان دائماً هناك مشكلة إمكانية حدوث حمل كنتيجة طبيعية للزنا، لدرجة أن الإحصائيات تقول أن عدد حالات الإجهاض في أوائل الستينات بلغت مائة ألف حالة في السنة لبريطانيا في العيادات الخاصة لمدينة مانشستر ، ناهيك عن الإجهاض غير المسجل
و كان سبب الإجهاض، إما أن الحمل ناتج عن لعب مراهقين أو زنا محترفين و بالتالي لم يكن الحمل مرغوباً فيه، لكنه و لاشك يعطي انطباع عن سلوك المجتمع في ذلك الوقت الذي كانت فيه السينما الإباحية تغذي الشهوة عند الجنسين و عدم وجود أي وازع ديني أو قيد قانوني، و المشكلة الوحيدة هي الحمل.
و هنا نأتي بداية و منتصف الستينات المعروفة بالثورة الجنسية حيث تم اختراع حبوب منع الحمل، و بالتالي لم يصبح هناك أي عائق أمام أي اثنين لممارسة الرذيلة، و من هنا بدأ التغير الحقيقي القاتل للمجتمع، حيث بدأ الرجل يخون زوجته، أو البنت يصبح لها صديق بشكل علني فاضح، أو متزوجون تبادلون أزواجهم و زوجاتهم، و من هنا اشتدت الحملة السينمائية، و التي بدأت تضخ من أجل إشباع شهوة أصبح مصرح لها في كل زمان و مكان، و كأن الإبريق السحري قد فتح فكلما أعطيتهم طلبوا المزيد، فبدأت المشاكل، فالمرأة التي أخرجتها الدولة للعمل أثناء الحربين لسد مكان الرجل و للعمل في مصانع السلاح، الآن عندها اعتماد على نفسها مالياً و عندها ما يُسمى حرية جنسية، فإن لم يُعجب زوجها ذلك إما تركته أو طلقته خاصة و أن معظم أوروبا و الآن كلها تسمح بالطلاق عكس الدين المسيحي الأصلي. و كان لهذا الأثر المدمر على التربية الأسرية و تماسك الأسرة.
فهل يستطيع علماء الدين و الاجتماع و القانون عندهم عمل أي شيء. هنا ننتقل إلى قضية الديمقراطية، و أنا لن أحاول شرحها و لكنها العائق الأساسي في هذه المشكلة لأن الديمقراطية تعطيك و لا يمكن أن تسمح لك بأن تأخذ و عليه ليس بإمكان أحد أن يعكس مسيرة الإباحية الغربية سواء الأوروبية أو الأمريكية، و لا شك أن كره الناس للكنيسة على مر العصور الذي أدى إلى انحسار دورها هو من أهم الأسباب التي جعلت الكنيسة عاجزة عن فعل أي شيء، و الأدهىَ من ذلك هو بعض الممارسات القذرة لبعض القساوسة و التي قامت الصحافة الشعبية ( و التي كان يملكها في بريطانيا مثلاً اليهوديين ماكسويل و ميردوخ) بنشرها أو لنقل تكبيرها، وذلك مساهمة منها في القضاء على أي صورة مشرفة لرجل الدين. و قبل أن نغلق هذه النقطة لا نستطيع أن نتجاهل الدور الضخم الذي قام به الأغنياء و الماسونيون و الصهاينة من أجل تحطيم القيم حتى يستطيعوا السيطرة على الأوروبيون الذين يكرهون اليهود كرهاً جما إلى يومنا هذا.
سأفترض الآن أننا فهما بعض المؤثرات المهمة على التغير الاجتماعي في أوروبا، و لكن قبل أن نستطرد فلا بد أن نتفق على قضية مهمة جداً وهي الأخلاق، أنا لست بحاجة لتعريف الأخلاق لشخص عربي، و لكن الأخلاق قضية نسبية لا تتفق عليها الأمم، فشرب الخمر و الميسر و الزنا عندنا حرام و عند غيرنا متعة مباحة، احترام الميت و الصلاة عليه عندنا واجب أما عند الأوروبيين فالحرق الآن قد بدأ يزيد على الدفن، و أنا أقول الآن، بمعنى أن الأمر لم يكن كذلك في السابق، و هذا يعني أن قضية الأخلاق و التي هي جزء من ثوابت الشخصية الإسلامية بأمر إلهي، ليست نفس الشيء في الشخصية الأوربية حيث أنها من المتغيرات التي تتبع ما يتقبله أو يرفضه أغلب الناس حسب النظم الديمقراطية، و هنا نصل إلى نقطة عدم التلاقي.
نعود للبنت التي كان عمرها 15 سنة عام 65 فنجد أنها في عام 75 أصبحت أم و لكننا في نفس الوقت نجد أن الأخلاق تغيرت كثيراً خلال ذلك العقد من الزمن و عليه فإن الاختلاف سيكون واضحاً تماماً في النشأة التي نشأتها الأم في عام 50 و النشأة التي ستنشئها ابنتها في عام 75 و الأدهى و الأمر أن الكثير من قوانين الدولة يكون قد تغير ليتلاءم مع ذلك التغير و ذلك من أجل أن يرضى الشعب حسب النظرية الديمقراطية، و إذا كانت بنت ال 25 سنة الآن تجلس بما يعرف بالبكيني على شاطئ البحر فإنها عندما كانت 15 من العمر أي في 65 لم تكن تملك أن تفعل ذلك وإنما تجلس أكثر ستراً و لو قليلاً.
هناك نقطة مهمة للغاية أن معظم المدارس التي كانت أَحادية الجنس قد أصبحت مختلطة و ذلك لكي تواكب ما يسمونه زوراً النهضة الاجتماعية، بل إن الكثير من النوادي الرياضية أصبح مختلطاً مما أتاح للجنسين بالاقتراب من بعضهما في مراحل خطيرة جداً من العمر كان لها نتائج مدمرة كما سنرى فيما بعد.
نعود إلى بدية السبعينات خاصة بعد أزمة النفط و الحرب العربية الصهيونية، لنرى انتشار الهيبز و البنكس و السكن هيد، و هذه كلها مجموعة من الشباب و الشابات الهائم على وجهه لا يعرف أين يجب أن يسير، رغم أنه كان جزء من قوى الشعب المنتج، و انتشرت بينهم الكثير من العادات السيئة من شرب الكحول حتى الإدمان و كذلك تدخين الحشيش و المروانة و إدمان المخدرات لدرجة أنه يُعتقد أنه لا يوجد شاب أو شابة في أوروبا لم يجرب المخدرات و ممارسة الزنا بدون قيود في تلك الفترة.
الآن نحن في عام خمس و سبعين و لدينا الفتاة التي عمرها خمس و عشرون سنة تعيش مع صديقها، و قد قررا أن يتزوجا، سواء كان ذلك في الكنيسة أو في المكتب المدني، و لنفترض أنهما تزوجا عام 75و كان نتاج ذلك الزواج البنت الشقراء الجميلة ذات العيون الخضر ( التي تكلمنا عنها في السطر الأول على أنها حلم الشاب العربي) في عام 76 . و ذلك عام مميز جداً حيث هب على أوروبا صيف حار و يُعتبر أحر صيف في التاريخ المسجل، المهم أن تلك الفتاة فتحت عينيها على خلافات أبويها، حيث قرر الشيطان أن يمارس هوايته في التفريق بينهما، المهم أن الطفلة كانت تنمو على صوت صراخهما على بعضهما و تتعلم الكُره منهما دون أن يُعَلِماها، مما أدى إلى الطلاق الذي تم عندما كانت الطفلة أربع سنوات على سبيل الفرض، يعني في عام 80 ، و في ذلك الصيف كانت الأم تأخذ معها الطفلة على البحر، و كان حينها بداية التحرر عند المرأة من الجزء العلوي من البكيني و تتعلم تلك الطفلة هذه الأشياء، المهم أن الأم و هي لا تعمل، ليس لها مصدر مالي سوى الإعانة الاجتماعية من الدولة و التي بدورها تضمن السكن و الاحتياجات الأساسية. على كل حال لم تستطع أن تبحث عن عمل لأنها عندها ستضع جزء من الراتب للمربية، المهم عندما أصبحت طفلتها خمس سنوات بدأت تذهب للمدرسة مما بدأ يُشعر الأم بالوحدة، و كان عندها عادة مثل كل الأوروبيين و هي الذهاب إلى الخمارة القريبة فتتكلم مع هذا و تفضفض لتلك و لكن من الطبيعي أنها عملت صداقات، فقامت بإقناع أحد الشباب من جيلها بالانتقال إلى بيتها و يقيم معها على أنه عشيق أو صديق، و هنا بدأت طفلتها تعيش تحت كنف زوج غير شرعي للأم و من ذلك تتعلم أن هذا مباح، و مرت الأيام و كبرت طفلتها قليلاً فتارة ترى صديق الأم يضرب الأم و تارة أخرى ترى العجب العجاب، حيث يصطلح الزوجان فيفعلان ما يفعلان دون أن يكلفا نفسيهما بإغلاق الباب، و هنا أُريد أن أفترض (من واقع الأحداث اليومية) أن الصديق الواحد للأم كان يجلس بين ستة شهور و السنة ثم يتركها، فتُحضر الأم واحد غيره، و كبرت طفلتها في هذا البيت و في مدرسة لم تفرق بين درس الأحياء و دروس التربية الجنسية و كانت ترى أشرطة الفيديو التي تُعرض في حصص الأحياء في المدرسة و التي كانت تبدأ من الجماع فحسب، و في نفس هذه الفترة الزمنية كانت ترى العجب في التلفزيون و المجلات و الجرائد، تارة خلسة و تارة أُخرى بغض الطرف من أمها التي تعتقد أنها تجهزها لفترة البلوغ، أضف إلى ذلك ما كانت تسمعه من أترابها من الذكور و الإناث في المدرسة و الحي، بل إن ما رأته من ممارسات الأطفال الأكبر سناً كان مغرياً جداً لها.
كبرت البنت و لكن كان الاتجاه الحضاري كله في الدنيا غريب، و في صيف عام 86 كانت تمشي في معظم الأحيان داخل البيت بالملابس الداخلية، أما على البحر فكانت أمها لا زالت تطلب منها عدم تغطية صدرها بحجة أنها لا تزال طفلة و هذا التصرف يجعل البنت تنمو بطريقة تختلف تماماً عن جيل أُمها حيث اختلفت حدود العيب.
في يوم من الأيام حصل شيء حيث كانت تغتسل في الحمام و لم تكن أُمها موجودة، و باب الحمام غير محكم الإحكام، فجاء صديق الأم و فتح الباب و حصلت علاقة و بغض النظر إن كان ذلك اغتصاباً أو برضى الطرفين استمرت العلاقة و بدأت البنت تدخل عالم الجنس أولاً بسرية و عندما علمت أمها لا بد و أنها نهرتها ثم ما لبثت أن بدأت تنبهها لضرورة استخدام حبوب منع الحمل، على كل حال كبرت الخلافات بين البنت و الأم مما استدعى موظفي الشئون الاجتماعية للتدخل، و هنا أرغب بالتذكير أن الذين يعيشون في أوروبا لا يستطيعون عمل أي شيء تجاه أي سلوك سيئ لابنهم أو ابنتهم و ذلك طالما أنه\أنها تحت سن 16 سنة، حيث يستطيع الطفل الاتصال بالشرطة ليقول لهم أن أبوه أو أُمه يعامله بشكل سيئ فإذا ما ثبت ذلك تأخذ الدولة الطفل إلى بيوت الأطفال التابعة للدولة، غصباً عن الأهل، حيث يعيش الطفل آكل شارب نائم على حساب الدولة و هناك سيتعلم عادات أسوأ من الأول و سيسوء أداؤه\ا في المدرسة و نظراً لأن هذه البيوت مختلطة و القيود فيها لا تجد من يقويها و عليه فإن ممارسة الزنا بين الأطفال البالغين موجودة بشكل معروف ضمنياً، أما تعرض الأطفال لأي نوع من ما يُعرف بالاعتداء على الطفل فهذا أيضاً موجود لكن و الحق يُقال أن الدول الأوروبية تُعاقب بشدة إذا ما تم الاعتداء على الأطفال، جنسياً أو ضرب أو اعتداء نفسي، ,و بقيت البنت هناك مدة قصيرة نسبياً حيث اصطلحت مع أُمها بعد أن قامت أُمها بتقديم تنازل مكتوب للشئون الاجتماعية، و عادت البنت إلى نفس الظروف الموجودة في بيت أُمها، و حاولت أن ترشد ابنتها و تعلمها على طريقتها عن قضايا البلوغ، و لكن مع مرور الأيام و عندما كانت تبلغ 14 سنة من العمر، حملت البنت إثر ممارساتها مع هذا و ذاك، و الحل كما ارتأته أُمها هو الإجهاض، ثم بدأت البنت تأخذ حرية أكبر فتحمل في حقيبتها العوازل المطاصية و حبوب منع الحمل، و الغريب أنه كان هناك فصل إلى حد لا فت للانتباه ما بين هذا السلوك و بين الأداء المدرسي، و كانت تسهر مثل الجميع في ديسكوات و مراقص المراهقين حتى الفجر و استمرت إلى أن بلغت ال 16 من عمرها حيث يسمح لها القانون في أوروبا بالسكن و حدها و الحصول على إعانة للسكن من الدولة، و لقد تغير القانون حديثاً.
المهم أنها بقيت مع أمها و أصدقاء أمها، و لكن مشاركة أمها في نفس الأصدقاء أصبحت علنية و إن كانت بحذر شديد و ليس مع الجميع إلى أن انتهت من الثانوية المتقدمة و عمرها 18 سنة و قوامها رشيق و طولها أنيق و بها بريق و كان ذلك عام 94، و لنفترض أنها قد اشتغلت كثيراً على مظهرها فأجادت السباحة و السكواش و الركض و كانت تجهز نفسها لدخول الجامعة، و لكن في صيف 94 كانت أمها قد أصيبت بذبحة صدرية استلزمت ذهابها إلى المستشفى حيث أُصيبت بصعقة العمر فإذا بأمها مصابة بالأيدز الذي انتقل من أحد من تمارس معهم الرذيلة.
و قبل أن أسترسل في تأليف نهاية لطرح افتراضاتي لمحاولة رسم صورة زيتية لعوامل تكوين شخصية الفتاة الأوربية التي أثرت ليس فقط على شباب الأمة بل و على صناع و متخذي القرار الذين شجعوا هؤلاء البنات بالقدوم إلى بلادنا بحجة السياحة و دون احترام أدنى شروط الدين و العادات، و قبل النهاية أتسائل هل الشكل الخارجي للبنت هو العامل المهم في الجاذبية، و هل ممكن أن يكون نفس الشاب العربي الذي نتكلم عنه هنا منجذباً لفتاة جميلة جداً من شمال سوريا أو لمسلمة من تركيا أو ألبانيا، و هنا يجب أن نفهم أن هناك قواعد للعبة.
الفتاة الأوربية تعرض زينتها الطبيعية بشكل فظ، وهي رخيصة، و لكن ليس بالضرورة أن تكون متوفرة للزواج حيث أنهن و كما تقدم لا يفهمون الحياة الزوجية بنفس مفهومنا، هذا بالإضافة إلى أنه لا يوجد من يسألهن ماذا يفعلن و يمارسن من رذائل في حياتهن الدنيا، و عليه إذا كانت القضية نزوة عند الشاب العربي فهو لن يجد من يُحاسبه، أما بالنسبة للزواج فرغم أن الزواج من أجنبيات موجود و لكن لا يوجد أي زواج متكافئ يحدث بشكل سهل، فالبنت التي تبلغ من العمر 23 لا تجد ما يلزمها بالعيش مع عربي ينغص عليها حياتها، و مع ذلك فإن معظم الزيجات، إلا ما ندر، يكون غير متكافئ، كأن تجد الرجل غني جداً و لذلك قبلت به البنت لأنها تعلم أنها تستطيع أن تطلقه في أي وقت و تحصل على نصف ثروته، أو أن ترى شاباً عربياً تزوج من امرأة أجنبية تكبره بعشرين سنة، لأنه يريد أن يحصل على إقامة و إذن عمل.
و هنا أحاول الرد على السؤال السابق هل ينظر الشاب العربي بنفس الطريقة لبنت عربية بنفس الجمال أو بنت مسلمة من تركيا أو ألبانيا، و أقول إن هناك قضيتين أولاهما أن البنت العربية لا تعرض زينتها (في الزمن الحاضر طبعاً) مهما بلغت من الخروج عن الدين، و النقطة الثانية أن البنت العربية لا تجذب الكثيرين و ذلك لقلة حنكتهن بمعارك الحياة المعاصرة و اعتمادهن الشديد على المحرم، و أنا هنا لا أعطي ر أي و إنما أحاول التحليل.
أما النقطة الأهم أن البنت المسلمة يوجد وراؤها التزامات عائلية، و هناك من يحاسبها و يحاسب الشاب الذي ينظر إليها إن حدث جزء من خطأ، و نحمد الله أن الغيرة و المحاسبة لا زالت إلى يومنا هذا، و هنا بالمختصر أقول أن البنت الأجنبية هي بضاعة مستعملة رخيصة،بينما ابنتنا العربية هي جوهرة لن تلمع إلا إذا صقلناها بشكل جيد، و لن تحافظ على اللمعان إلا إذا عاملناها أحسن من حرصنا على الماس.
في هذه العجالة تطرقت إلى مسيرة و عوامل التغير الاجتماعي و السلوكي التي سارت فيها الحضارة الأوروبية خلال القرن العشرين و التي كان نتاجها فساداً أخلاقياً لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، و التي تمثلت في الخدعة الكبرى المسماة حرية المرأة، حيث عرضنا ما يمكن أن نسميه مسيرة خصائص شخصية المرأة الأوروبية في القرن العشرين.
هذا الفساد كان و لا يزال له أكبر الأثر في آثاره المدمرة على الأعراق الأخرى و منها نحن العرب المسلمون، حيث أستطيع أن أرى أن مسيرة الفساد و التحرر من الأخلاق الحميدة التي تترنح فيها المجتمعات العربية ما هي إلا محاولة لتقليد المسيرة الأوروبية و التي استطعت أن أُوضح كم هي مدمرة، و التي أخاف كل الخوف أن تصل إلى ما وصل إليه الغرب و إن كان ببطء شديد و عندها لن ينفع الندم و لن ينفع إصلاح المصلحين
الآن لا يوجد عندي أفكار إضافية لكن عودة إلى النقطة الأولى أسأل كل شباب العرب المسلمين و المسيحيين هل هذه هي البنت الجميلة ذات الشعر الأشقر و العينين الخضراوين و البشرة ناصعة البياض و الساقين الطويلين الرشيقين، ذات الصوت المنخفض و الحيوية و النشاط و الاعتماد على النفس، و الرائحة النفاذة و الجمال الأخاذ حتى بدون زِيـنة التي ترغب أن تقترن بها، أليس ما طرحته هنا ينطبق على معظم الأوروبيين إن لم يكن كلهم، و لكن الأخطر أنه على أغلب الظن ينطبق أيضاً على طبقة عريضة من الفنانين و ذرياتهم من أبناء العرب.
حاشية:
في بريطانيا العظمى:
عدد البنات اللواتي يمارسن الزنا مع المحارم يبلغ الثلث
عدد البنات اللواتي يتعرضن للاغتصاب في سن مبكرة من المحارم يبلغ الثلث.
يُعتقد أن كل البنات يبدأن بممارسة الزنا قبل سن 15.
عدد حالات الطلاق يبلغ النصف، و لكن الكثير يتزوج مرة ثانية و ثالثة من زوج آخر.
عدد حالات الاغتصاب عام 92 بلغ مائة و ثمانون ألفاً، موزعة بين اغتصاب مباشر، و لعب انتقل إلى شكوى، و ما يعرف باغتصاب الزوجة، و أيضاً الاعتداء على المحارم.