عودة إلى الصفحة الرئيسية

 

الحياة في الدويلات العربية

 

Hit Counter

 

 

لن أعيش في السعودية أو مصر.....أو

ملاحظة هامة قبل القراءة: هذا الموضوع يتكلم عن كل الوطن العربي و ليس عن شعب أو دويلة بذاتها.

========================

 

إن هذه الدنيا تمثل زنزانة أعيش فيها، و ذلك للتناقض العجيب الذي نعيشه كل يوم، و أهم من هذا و ذاك أنني من النوع الذي يهُمهُ جداً حال الأمة و يصاب بحزن شديد إذا ما وجد تطبيق الشريعة يختلف تماماً بل و يتعارض مع النظرية الإسلامية الصحيحة.

 

أين نذهب لنعيش؛ يا تُرى؟

 

هل نذهب إلى السعودية؟

 

التي لا يختلف الكثير من أفراد شعبها في فسقه عن شعب الشام و مصر المعاصرين أو شعوب شمال إفريقية العربية، حيث الطالح أكثر بكثير من الصالح، و الله أعلم! و حيث الفضائحيات و الفضائح في المملكة تنمو و تترعرع! و حيث ممارسة الأمراء و الأثرياء و الغربيين و الجيش الأمريكي من فسق و فساد معروفة للجميع و على رأسهم مفتي الدويلة! و حيث الظلم و ضرب الخادمات جزء من البيئة! ثم تكذب علينا الحكومة الرشيدة و تزعُم أنها إسلامية؟ كما و يكذب علينا معظم أفراد ذلك الشعب الذي ترى نساءه بالعباءة و رجاله بالدشداشة و كأنها البلد الوحيد الذي يُلزم الكثير من سكانه (هناك إستثناءات لنساء الذوات) بزيَ موحد فيصبح الشكل و كأنه من الخارج رخام و من الداخل سُخام!

 

هل نذهب إلى إيران؟

 

التي كانت أفسق بلد "إسلامي" قبل الثورة! و لكن بعدها فرضت "الدين" على الناس بقوة تدعو إلى الإعجاب؛ و لكن طالما أنني من أهل السنة فإنني سأعاني بشدة في تلك البلد حيث التفرقة العنصرية ضد أهل السنة و خاصة العرق العربي، معروفة و رائحتها فواحة.

 

هل نذهب إلى أفغانستان؟

 

و التي لم أصدق يوماً أنه كان فيها جهاد إسلامي (رُغم وجود مجاهدين)، و كنت منذ الثمانينيات أقول أنه جهاد أمريكي ضد السوفييت بأموال عربية من دويلات مجلس عدم التعاون! و أرواح أحسن شبابه! أم نذهب إلى الباكستان؟ التي تؤيد حكومته الإرهاب الأمريكي، في ظل لا مبالاة الشعب و عدم فعالية المعارضة!

 

هل نذهب إلى البوسنة؟

 

حيث تم اعتقال المجاهدين العرب بعد انتهاء الحرب و الآن يتم إغلاق المدارس الدينية!ّ أم إلى الشيشان، التي ما يحدث فيه؛ و الله أعلم، عبارة عن نسخة كربونية من جهاد أمريكا الأفغاني بأرواح عربية.

 

هل نذهب إلى السودان؟

 

ذلك البلد الإسلامي الذي تحكمه حكومة إسلامية اعتقلت المعارضة الإسلامية و استعدت لتسليم الإسلاميين إلى أمريكا و أيدت ضرب الإسلاميين في أفغانستان!، و التي لم يستطع جيشها الإسلامي في جهاده ضد إرهابيي مجموعة قرنق (جنوب السودان) بكل ما أوتي من قوة و إيمان من أن يحرر جنوبه رغم امتلاكه طائرات و أسلحة في حين كان مجاهدي أفغانستان يحققون معجزات؟؟؟!

 

أريد قطعة أرض تطبق شرع الله كما نزل، أعيش عليها حياة إسلامية و أستطيع ن آخذ حقي غير منقوص و أن أؤدي واجبي بالكامل، بلد يحترمني و أفديه، بلد أقول فيه لولي الأمر: على السمع و الطاعة؛ و لا أقول في نفسي: اللهم خذه أخذ عزيز مُقتدر. قطعة أرض لا يوجد فيها فسق فضائحيات السعودية و الخليج و لا فضائح مصر و لبنان و الآخرون. بلد لا يوجد له ملكة تتصور بالمايوه مثل رانيا، و لا موزة تقود إلى الهلاك، بلد حاكمه ليس مغضوب الوالدين. أرض حرية الفرد مكفولة بها، ليس مثل تونس و المغرب يتم اختطاف المُعارض من المحكمة و من أمام القاضي! بلد لا يوجد به سجون أكبر من الجامعات و أكثر من المدارس كما هو الحال في كل دويلات بني يعرب!

 

بلد لا أرى به امرأة تجاهر بالمعصية لأنها مدعومة، و لا تمشي سافرة الشعر و عليها أقوى روائح العطور كما هو الحال في كل مكان بما في ذلك السعودية، لا يوجد به طالبات يذهبن إلى الجامعة عاريات الظهر و الأكمام كما هو الوضع في جامعة الخليج العربي بالمنامة! و لا عاريات البطن و الفخذين كما هو الوضع في الإمارات و لبنان و بعض أماكن الأردن و سوريا، و لا عارية تماماً مثل شواطئ تونس و الجزائر و المغرب!

 

أريد بلد نساؤه عفيفات تلبسن الحجاب لخضوعهن لأوامر الله، و ليس مثل تونس التي تمنع الحجاب و ليس مثل السعودية حيث أنه مفروض لرد العتب! و ليس مثل حكومات مصر و الأردن حيث يعتبرون الحجاب عرفاً و ليس فرضاً!

 

أريد بلد لا يوجد به خداع و لا سرقة (رسمية و غير ذلك) و لا ظلم، و ليس بلد أظلم الناس فيه هو وزير العدل! بلد لا يُصيبني صمم من قصص الزنا و السكر و العربدة و السحر كما هو الحال في كل المشرق و المغرب العربيين! بلداً نساؤه لسن كالعرائس البلاستيك للعرض العام كما هو الحال في كل الوطن العربي و خاصة مصر و لبنان!

 

بلد أميراته لسن داعرات في الغرب يتزوجن الأمريكيين، أو يضربن الخدم بوحشية! ربما لأنهن سكرانات أو محششات؟

بلد لا يوجد به أمير يرجو كلنتون أن يقبل تبرعه، رغم رفض كلنتون منه و من عائلته أي تبرعات لضحايا المركز التجاري، هذا الأمير الذي يدفع الغالي و الثمين من أجل نشر الفسق و الفجور و الدعارة عبر فضائحياته بدعم مباشر من الحكومة الرشيدة التي تشمل وزير أوقاف!

 

أريد بلداً رجاله يحترمون نساءهم و يعطوهن حقوقهن التي أمر الله بها، رجال أشداء على الكفار رحماء فيما بينهم، أشاوس، عبَاد، علماء، معلمون، مجاهدون، باحثون، و ليس بلد مثل الوطن العربي حيث نسبة الأمية اللغوية 65% و الأمية الشرعية و الحضارية أعلى بكثير و حيث يبدأ الظلم من البيت بسبب سوء معاملة الرجل لأم أبناءه! بلد رجاله ذكور عندهم نخوة و كرامة و شهامة و ليسوا مُخنثين فاقدين لأيّ غيرة على محارمهن كما هو الوضع الآن عند العرب!

 

أريد بلداً سوياً أعيش فيه حياة مستقيمة، و ليس مثل عُمان حيث نسبة الشذوذ بين الذكور تصل إلى (نسبة عالية)% و ليس مثل باقي دويلات مجلس عدم التعاون و على رأسها السعودية حيث نسبة الشذوذ بين الإناث تحمل نفس الرقم!؟

أريد أن أعيش مع شعب ملؤه الحيوية و النشاط، ليس كما في اليمن حيث الشعب سكران على تخزين القات و ليس مثل لبنان حيث الناس يسهرون على المزة! بلداً لا يستورد و لا يبيع الخمور علناً و لا السجائر لأنه بلد نظيف و شعبه أنظف، حيث السعودية رابع أكبر دولة مستورد للسجائر في العالم، و حيث مصر و الأردن و الجزائر تصنع الخمور. بلد لا يستورد العاهرات مثل الإمارات و لا يُصدرهن مثل المغرب! بلد رجاله يتحصنون بالعفة و العفاف و لا يلهثون بالحرام وراء شهواتهم.

 

أريد بلداً يحترم نفسه، ليس مثل ليبيا التي أعدمت المعارضين الإسلاميين بأسوأ الطرق، و بثت الإعدامات عبر التلفزة، و الآن تستعد لدفع ستة مليارات دولار تعويض عن ضحايا طائرة لوكَبي، و لكنها لم تطلب تعويض عن ضحايا الهجوم الإرهابي الأمريكي البريطاني عام 1986م.

 

أريد بلداً له قوة عسكرية لحمايته و ليس مثل السعودية حيث الجيش الأمريكي هو الذي يحميها، بلد به مخزون من الأسلحة، لكن ليس قطر التي بها أكبر مخزون أسلحة أمريكي في العالم، بلد لها أسطول قوي، و لكن ليس البحرين التي هي عبارة عن قاعدة للأسطول السادس الأمريكي في الخليج العربي. بلد لا تكون مثل عُـمان التي بها أكبر قاعدة تجسس بريطانية على الوطن العربي و ليس الكويت التي يشعر الأمريكي فيها أنه أهل الدار. بلد يستطيع شبابه القتال و الجهاد و ليس الوطن العربي حيث الشباب من جيل الفيديو كليبس الهزاز.... بلداً حقيقياً و ليس دويلة أهش من البسكويت!!!

 

أريد بلداً حاكمه ليس كافراً مثل سوريا، و لا فاسق مثل البقية بدون أي استثناء إلا من رحم ربي، بلد حاكمه ليس بريطاني مثل الأردن و لا مجنون مثل ليبيا، و لا إمّعة مثل مصر أو معقد مثل عُمان!

 

أريد أن أعيش في وطن عربي اتفق فيه الحكام بدعم الشعوب على تطبيق شرع الله صحيح و كما نزل، و لم يتفق فيه العرب على ألاّ يتفقوا! بلد لا يدعم فيه العرب و بشكل مباشر قتل الفلسطينيين حيث يفتحون متاجر ماركس أند سبنسر التي تعطي أرباح يوم السبت للكيان اليهودي، و مطاعم ماك دونالد التي أعلنت قبل أشهر أنها ستعطي أرباح يوم السبت للجيش اليهودي.

 

بالتأكيد لا أريد أن أعيش في فلسطين حتى لا يتهمني العرب قبل غيرهم بأني إرهابي، و ليس العراق حتى لا يقتلني الإرهابيون باسم الحضارة بأموال عربية.

 

و بعد؛ ما العمل؟ أين أذهب لأعيش؟ فأنا لا أستطيع تغير الوطن العربي، و لا أستطيع شراء جزيرة لنفسي.

 

و بعد تفكير طويل وجدت أنني أستطيع العيش في حياة هانئة في الوطن العربي كما هو و لكن يجب عليًّ أن أغير حياتي كثيراً.

 

و عليه:

 

قررت الارتداد عن مذهب أهل السنة و الجماعة و الانضمام لمذهب مفتي مصر و السعودية و علماء السلاطين في الدويلات الأخرى، لأن مذهبهم أسهل و لا يتعارض مع آراء الحاكم، و لا يحتاج شهادة معادلة في أمريكا، كما أستطيع الاستفادة و تحويل قيمة الفتوى و أقبض ثمنها بالدولار أو ربما الشيكل اليهودي، و بهذا أستطيع قتل ضميري و العيش مرتاح في الوطن العربي كما هو.

 

 3 شباط \ فبراير 2002م